الملاحقة المعكوسة!

الملاحقة المعكوسة!

د. عبد العليم محمد

 عالم اليوم  يسير معكوسا ، أي  بدلا من أن  يسير  على  قدميه   ، يسير  على  رأسه ، وبدلا من أن  يلاحق من يرتكبون  الجرائم  العنصرية  والتمييز وجرائم الحرب والجرائم  ضد الإنسانية التي  ترتكبها  المؤسسة السياسية والعسكرية في إسرائيل  بحق الشعب الفلسطيني، مثل الاستيطان وهدم منازل المواطنين الفلسطينيين ومصادرة أراضيهم ، والتنكر  لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته وعاصمتها في القدس، تلاحق الدوائر الصهيونية والإسرائيلية من  يدافعون عن الحقوق الفلسطينية ، ويناهضون السياسات الإسرائيلية التي تستهدف وأد  هذه الحقوق، والتنكر  لقرارات  المجتمع الدولي التي فاق عددها  السبعمائة  قرار .

تشن الدوائر الصهيونية والإسرائيلية حربا شعواء   ضد المواقع العربية  المستقلة  التي تساند  الشعب الفلسطيني في نضاله  ضد إسرائيل والاحتلال  والعنصرية ، ولقد أنشأت هذه الدوائر ومنذ  فترة طويلة  مراكز ومؤسسات لإنجاز  هذه المهمة ، ومن  بين  هذه المراكز  مركز ” ميمري” أو  مركز أبحاث الشرق الأوسط في  الولايات المتحدة الأمريكية ، ويقوم هذا المركز بتعقب المقالات المنشورة للكتاب العرب والأجانب، والتي  يرى  فيها المركز  عداء لإسرائيل ولسياساتها  في المنطقة .

وتنطلق هذه المؤسسات  في مهمتها  القذرة  لتعقب الكتاب والباحثين  على ما تحاول الدوائر  الصهيونية أن ترسخه الآن ومنذ فترة ليست بالقصيرة  باعتبار العداء  للسياسات الإسرائيلية عداء للسامية ،  بعد أن كان مفهوم معاداة  السامية  يقتصر على  العداء لليهود كأصحاب ديانة أو كجماعة  بشرية عن طريق  ترويج مقولات  اليهودي  المرابي   أو ” اليهودي  ذو الأنف الكبير ”   أو  ” اليهودي الشرير، وما دون ذلك من صفات لليهود كأفراد.