السيد الخميني الرجل الذي اعجب به كثيرا كقائد ثوري كبير واختلف معه كرجل دين
الدكتور اوس نزار درويش
قائد الثورة الاسلامية الايرانية السيد روح الله الموسوي الخميني هذا الرجل الذي غير وجه ايران والمنطقة بكاملها واحدث زلزالا حقيقيا في نهاية السبعينات من القرن المنصرم عندما تمكن من اسقاط نظام الشاه العميل لامريكا وللكيان الصهيوني واقام مكانه نظاما معاديا لامريكا والكيان الصهيوني مناصر للقضية الفلسطينية
السيد الخميني اعجب به كثيرا لمواقفه السياسية المشرفة ولمناصرته للقضايا المحقة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ودعم حركات المقاومة ولكني اختلف معه في بعض ارائه في المسائل الدينية وفي مقدمتها نظرية ولاية الفقيه وساوضح هذا الامر في هذا المقال.
ad
يلومني الكثيرون من اصدقائي وطلابي في الجامعة باعجابي بقائد الثورة الاسلامية السيد روح الله الموسوي الخميني ودائما مااسال كيف تكون قوميا عربيا وانت معجب بالخميني واجابيتي دائما ماتكون نعم انا معجب بهذا الرجل الذي ثار وغير اقوى نظام في تلك الفترة نظام الشاه محمد رضا بهلوي وقام بابداله بنظام اخر معاد للكيان الصهيوني ومناصر للقضية العربية المركزية الاولى الا وهي القضية الفلسطينية.
واعجابي بالسيد الخميني كاعجابي بالقادة الثوريين الكبار العظماء كفيدل كاسترو وتشي غيفارا وحافظ الاسد وجمال عبد الناصر ووهيب الغانم وزكي الارسوزي وهوغو شافيز وغيرهم .
وقد سبقني بهذا كثيرون من الكتاب والشعراء والمفكرين العظام الذين اعجبوا بالخميني اعجابا كبيرا كالفيلسوف الفرنسي العملاق ميشال فوكو رغم انه كان معروف عنه بانه ملحد ولكنه كتب في مطلع الثمانينات الكثير من المقالات التي تغزل من خلالها بثورة ايران وشخصية الخميني الفذة واطلق عليه توصيفات جميلة جدا
وايضا الكاتب الامريكي ارون ابراهيميان نشر في مطلع التسعينات كتابا بعنوان تاريخ ايران الحديث والذي ابدى فيه الكثير من الاعجاب بشخصية الخميني.
اما على المستوى العربي فالكثير من المفكرين والشعراء والادباء العرب الكبار العلمانيين مدحوا الخميني يكفي ان نذكر منهم الشاعر السوري العظيم نزار قباني الذي مدح الخميني بقصيدة نظمها له في مطلع الثمانينات دون ان ننسى الاديب والشاعر والمفكر الكبير علي احمد سعيد اسبر المعروف بادونيس الذي نظم قصيدة بعد انتصار الثورة الاسلامية بعنوان تحية لثورة ايران وفيها توجه بالكثير من المديح لشخصية الخميني
ولكنني كما ذكرت اختلف مع السيد الخميني في بعض ارائه في المسائل الدينية كوني قرات كل كتبه وحفظتها وفهمتها عن ظهر قلب والفكرة الاساسية التي اختلف معه فيها نظريته الاساسية التي اقام حكمه على اساسها الا وهي نظرية ولاية الفقيه المطلقة والتي وضحها وبينها في كتابه الحكومة الاسلامية
فنظرية ولاية الفقيه هي فكرة اجتهادية وليست عقائدية وغير منصوص عليها لا في القران ولا في السنة ولا في اقوال ائمة اهل البيت وهذه النظرية اول من اخترعها رجل دين من جبال عامل في لبنان واسمه محمد الجزيني العاملي واخذها من بعده تلميذه النراقي ثم طور عليها المرجع العراقي مرتضى الانصاري ثم تبناها السيد الخميني ووضحها في كتابه الحكومة الاسلامية ليحكم ايران على اساسها
ومااود الاشارة اليه انه كما اشرنا هذه نظرية اجتهادية لاعقائدية ولايصح ان يحكم بلد على اساسها حتى غالبية المراجع الطائفة الشيعية الاثنا عشرية والذين فاقوا الخميني علما وفقها قد عارضوا ولاية الفقيه نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر فقهاء قم انذاك في فترة الخميني ك كاظم شريعتمداري واية الله كلبايكاني ومرعشي نجفي دون ان ننسى المرجع الكبير ابو القاسم الخوئي الذي عارض ولاية الفقيه المطلقة معارضة مطلقة وقال في احد فتاويه بان الولاية لم تثبت للفقيه في عصر الغيبة .
وايضا المرجع الكبير السيد محسن الحكيم عندما قال بان ولاية الفقيه المطلقة لااساس لها في الفكر الشيعي الاثنا عشري وايضا السيد السيتاني لم يحبذ فكرة ولاية الفقيه واطلق بدلا عنها فكرة رائعة جدا وهي ولاية الامة على نفسها
هذا غيض من فيض بعض المراجع الشيعة الكبار في معارضتهم لمبدا ولاية الفقيه المطلقة وكان الانسب للسيد الخميني لو طبق مبدا شورى الفقهاء والذي نادى به الكثير من المراجع لان ولاية الفقيه المطلقة تؤسس للحكم الفردي الديكتاتوري الديني المطلق كما ان نظرية ولاية الفقيه تتعارض مع مبدا الوطنية والقومية العربية التي نؤمن بها لان الولاء سيصبح للولي الفقيه لا للوطن لان الولي الفقيه في الدستور الايراني هو نائب الامام المهدي على الارض وهذا مايحتم انه لايجوز معارضة الولي الفقيه بتاتا حتى لو اخطا لانه يحكم باسم الامام المهدي وهذا غير جائز لان الولي الفقيه في النهاية انسان يخطئ ويصيب
ولكن هذا كله لايقلل من مكانة السيد الخميني الكبيرة ومواقفه المشرفة والذي حول ايران الى قوة اقليمية جبارة عسكريا وعلميا وتكنولوجيا وايضا المواقف المشرفة في دعم القضية الفلسطينية فايران منذ نجاح ثورتها وبتوجيه من الخميني تقوم بدعم كافة الفصائل الفلسطينية المقاومة وهي من اسست حزب الله ولولا حزب الله لابتلع الكيان الصهيوني لبنان منذ فترة طويلة
مانتمناه اخيرا ان تزول وتنتهي كل الخلافات بين الدول العربية وايران ويتم التعاون والتحالف بينهم بدلا من الفتن والمشاكل لان العدو واحد للعرب وايران وهو الكيان الصهيوني والمخططات الصهيونية لتفتيت العرب وايران وكثير من الوثائق لكتاب صهاينة تبين هذا الامر فيتحتم حل كل المشاكل بين الدول العربية وايران ويجب على الانظمة الخليجية ان تعلم بان عدوها الحقيقي والازلي هو الكيان الصهيوني لاايران
كاتب وباحث سياسي عربي سوري واستاذ جامعي في القانون العام