الإندبندنت أونلاين: داخل سجن طالبان حيث يُعذب المتعاونون مع الغرب حتى الموت

الإندبندنت أونلاين: داخل سجن طالبان حيث يُعذب المتعاونون مع الغرب حتى الموت

نشرت صحيفة الإندبندنت أونلاين تقريرا للصحفية أربان راي، بعنوان “داخل سجن طالبان حيث يُعذب المتعاونون مع الغرب حتى الموت”.

تبدأ الصحفية بسرد سريع لقصة “فرحان” الذي كان يختبئ فترة طويلة بعد سيطرة حركة طالبان على مقاليد السلطة، لكن بعد نحو عام كامل من الاختباء، عاود ممارسة حياته الطبيعية، وعاد لمنزله في العاصمة كابول.

وتضيف أن فرحان الذي كان يعمل جنديا في القوات الخاصة الموالية للحكومة الأفغانية السابقة، التي كان يدعمها الغرب، كان قد فر إلى باكستان خوفا من تعرضه لانتقام طالبان، منه ومن جميع المتعاونين مع الحكومة السابقة، والذين يعتبرونهم عملاء للغرب.

وتواصل الصحفية قولها إن فرحان عاد لأفغانستان في صيف العام الماضي، وبعد 20 يوما فقط تحولت مخاوفه لحقيقة، حيث اعتقله جنود طالبان، مثله مثل عشرات الحالات المشابهة، بينهم صحفيون، ونشطاء، وحقوقيون.

وتشير الصحفية إلى أن هذا النمط لا يعتبر أمرا جيدا بالنسبة لطالبان التي نقضت تعهداتها السابقة، بعدم السعي للانتقام مما عانته خلال فترة الحكومة السابقة، والاحتلال الأمريكي لأراضي البلاد.

وتواصل الصحفية القول إن أسرة فرحان فوجئت باختفائه، ولم تعرف شيئا عن وضعه حتى مر 10 أيام، وتلقوا مكالمة هاتفية من الحركة تخبرهم بأن فرحان مريض للغاية، وتطالبهم بالتوجه إلى المستشفى لعيادته.

وتقول إن الأسرة بعد وصولها للمستشفى، تم اقتيادهم نحو ثلاجة حفظ الموتى، وأخبروا بأن فرحان قد توفي قبل دقائق، وأتاحوا لهم تفحص جثته، التي كانت زرقاء بسبب الكدمات، كما كان الجلد على خده الأيسر ممزقا، وتوجد عدة جروح في مناطق مختلفة.

وتضيف أن أسرة فرحان لازالت تشعر بالخوف، من تعرضهم للاعتقال بعدما تحولت وظيفته السابقة من نعمة خلال فترة الحكومة السابقة إلى نقمة بعد سقوطها، واعتبار طالبان المتعاونين معها خونة وعملاء للغرب.

وتشير الصحفية إلى أن طالبان دفنت في مقبرة جماعية أكثر من 100 جثة، قالت إنهم جميعا كانوا من مدمني المخدرات، دون أي تفصيل عن هوياتهم، ولا كيفية اعتقالهم، ولا أسباب وفاتهم.

وتنقل الصحفية عن ناطق مالكزاده، الناشط الحقوقي قوله إن طالبان حولت أفغانستان، في ظل غياب حقوق الإنسان، إلى سجن كبير، وإن “أغلب المعتقلين هم من جنود الحكومة السابقة، وموظفيها، ومدنيين كانوا يعيشون في مناطق شهدت تمردا ضد الحركة”. (بي بي سي)